النّــهرِ الجريح
شعر
خضر صبح / مخيم الفارعة
رابطة ادباء بيت المقدس
***********
النهر يجري صامتا
متناثرا
عبر الدروب
ستون عاما
والجراح جراحنا
والحزن يعتصر القلوب
كلماتنا
أشواقنا
دمع غزير
لا يجفّ
ولا يهون
فالدار تبكي والسنون
والقدس ثكلى
ترتدي ثوب الأسف
يا أيها النهر الجريح
يا أيه البحر الذي رسموا على شطيه
صورة نجمة
وحطام مجد
ألقوه ظلما في مهبّ الريح
في جزر ومدّ
ستون في ستين مرّت وانقضت
وسفينة الأحلام تائهة
على جنباته
والبدر منطفئ
وشمس الكون شاحبة
على وجناته
أشعارنا كعيوننا تبكي
فهل صار البكاء لنا هدف؟!
أبكي
وفي صدري جراحات لا تنام
الدرب خال
لا أمان
ولا سلام
والعقل ضلله الكلام
والفجر يطوي جرحه
ويئنّ
من لدغ الظلام
وجوى يزلزل خاطري
والبؤس ملء محاجري
يا إخوتي
فبرغم أنفي اليوم
أدمنت الصيام
والبحر دام
قد تغلف بالقتام
والنهر من نار الكآبة قد نزف
متسلطون وساقطون
ألقوا بنا للنائبات وللمنون
ذبحوا الأنين وأوصلونا للعدم
سكبوا الدموع كأنهم.....
ذاقوا المرارة والألم
والناس في جوف الظلام
تقوقعوا
فكأنهم
أعجاز نخل خاوية
والنار
تلتهم القلوب الواهية
هم باسمنا
نصبوا المشانق والسجون
أعموا القلوب عن الهدف
سقطت جميع الأقنعة
وبدت أمام الناس سوءتهم
وعرفت سرّ الجعجعة
يتحدّثون عن الشعوب .....
يتشدقون عن الخطوب ....
قد أسكنونا في الضياع
وأوهمونا بالترف
فإذا تنادوا باسمنا
فكأن يوم وداعنا منّا قد أزف
الكاذبون
على الإله
على الضمير
على الشعوب
عيناي فيما دبّروا
كادت تذوب
وتعوّدوا كتم الحواس
وأنبتوا الشوك اللئيم
على الدروب
فلا ضمير
ولا شرف
ساقوا المخازي...
إنها .. قصص من الأهوال
ذات شجون
ساقوا المآسي مرّة
تسمو على التصوير والتبيين
ساقوا النوائب والترف
والعيش للشعب المشرد
لا يطيب ...
كأنه يهوى الشظف
لقد استبد بنا الكلام
وإنما الأشعار جرح
صدر القصيدة يكتوي
والعجز مثل المهل
والأوزان ملح
البسمة البيضاء قد ذبحوا
وقد عدت لديهم بعد ربح
فمساوئ الأعمال
قد آلت حرف
رسموا التواطؤ...
والهزائم أورثوها للخلف
هم ينسبون إلى المعالي والمكارم في صلف
يتسابقون إلى الموائد والولائم
في شغف
أفما رأيت إذا التّيوس تسابقت
ترجو العلف
الأشقياء البائسون
إلى المساجد يهرعون
أدمتهم الأسواط
جوعى
يلهثون
ساقتهم الأقدار عن أوطانهم
متشردين
ومبعدين
الناس قد ضاعوا...
رقابهم بجوف المقصلة
جاعوا...
وما زال العذاب المرّ ينهش من بقايا الحوصلة
الخانعون
وعن مغانم يبحثون
وعلى الأسرّة مترفون
فوق العروش مكدّسون
لكنهم يا ويلتاه
طحنوا الجدود
ومزّقوا مجد السّلف
يا للأسف
يا للأسف
يا للأسف
يا أيّها النهر الجريح
يا أيّها البحر الذبيح
يا أيها المستضعفان
يا أيّها المتناثران
لهب بلا نار....
وموتى....
لا كفن
هيّا أفيقا
أحبطا كل التآمر والعفن
ولتخبراهم
باسمنا
نحن الجموع الجائعة
((إن ينتهوا
يغفر لهم لهم ما قد سلف))
أو يجمحوا....
فإذن
مضى عهد الأماني الخادعة
سنبيد هذي الشائعة
ستكون أحكام الثكالى رادعة
ستكون أحكام اليتامى واقعة
هذا القصاص...
حق يسطره الرّصاص
فتبيّنوا
إن المصائر دامية...
إن المصائر دامية...
إن المصائر دامية...
من قبلكم فرعون من تلك الجيف
شعر
خضر صبح / مخيم الفارعة
رابطة ادباء بيت المقدس
***********
النهر يجري صامتا
متناثرا
عبر الدروب
ستون عاما
والجراح جراحنا
والحزن يعتصر القلوب
كلماتنا
أشواقنا
دمع غزير
لا يجفّ
ولا يهون
فالدار تبكي والسنون
والقدس ثكلى
ترتدي ثوب الأسف
يا أيها النهر الجريح
يا أيه البحر الذي رسموا على شطيه
صورة نجمة
وحطام مجد
ألقوه ظلما في مهبّ الريح
في جزر ومدّ
ستون في ستين مرّت وانقضت
وسفينة الأحلام تائهة
على جنباته
والبدر منطفئ
وشمس الكون شاحبة
على وجناته
أشعارنا كعيوننا تبكي
فهل صار البكاء لنا هدف؟!
أبكي
وفي صدري جراحات لا تنام
الدرب خال
لا أمان
ولا سلام
والعقل ضلله الكلام
والفجر يطوي جرحه
ويئنّ
من لدغ الظلام
وجوى يزلزل خاطري
والبؤس ملء محاجري
يا إخوتي
فبرغم أنفي اليوم
أدمنت الصيام
والبحر دام
قد تغلف بالقتام
والنهر من نار الكآبة قد نزف
متسلطون وساقطون
ألقوا بنا للنائبات وللمنون
ذبحوا الأنين وأوصلونا للعدم
سكبوا الدموع كأنهم.....
ذاقوا المرارة والألم
والناس في جوف الظلام
تقوقعوا
فكأنهم
أعجاز نخل خاوية
والنار
تلتهم القلوب الواهية
هم باسمنا
نصبوا المشانق والسجون
أعموا القلوب عن الهدف
سقطت جميع الأقنعة
وبدت أمام الناس سوءتهم
وعرفت سرّ الجعجعة
يتحدّثون عن الشعوب .....
يتشدقون عن الخطوب ....
قد أسكنونا في الضياع
وأوهمونا بالترف
فإذا تنادوا باسمنا
فكأن يوم وداعنا منّا قد أزف
الكاذبون
على الإله
على الضمير
على الشعوب
عيناي فيما دبّروا
كادت تذوب
وتعوّدوا كتم الحواس
وأنبتوا الشوك اللئيم
على الدروب
فلا ضمير
ولا شرف
ساقوا المخازي...
إنها .. قصص من الأهوال
ذات شجون
ساقوا المآسي مرّة
تسمو على التصوير والتبيين
ساقوا النوائب والترف
والعيش للشعب المشرد
لا يطيب ...
كأنه يهوى الشظف
لقد استبد بنا الكلام
وإنما الأشعار جرح
صدر القصيدة يكتوي
والعجز مثل المهل
والأوزان ملح
البسمة البيضاء قد ذبحوا
وقد عدت لديهم بعد ربح
فمساوئ الأعمال
قد آلت حرف
رسموا التواطؤ...
والهزائم أورثوها للخلف
هم ينسبون إلى المعالي والمكارم في صلف
يتسابقون إلى الموائد والولائم
في شغف
أفما رأيت إذا التّيوس تسابقت
ترجو العلف
الأشقياء البائسون
إلى المساجد يهرعون
أدمتهم الأسواط
جوعى
يلهثون
ساقتهم الأقدار عن أوطانهم
متشردين
ومبعدين
الناس قد ضاعوا...
رقابهم بجوف المقصلة
جاعوا...
وما زال العذاب المرّ ينهش من بقايا الحوصلة
الخانعون
وعن مغانم يبحثون
وعلى الأسرّة مترفون
فوق العروش مكدّسون
لكنهم يا ويلتاه
طحنوا الجدود
ومزّقوا مجد السّلف
يا للأسف
يا للأسف
يا للأسف
يا أيّها النهر الجريح
يا أيّها البحر الذبيح
يا أيها المستضعفان
يا أيّها المتناثران
لهب بلا نار....
وموتى....
لا كفن
هيّا أفيقا
أحبطا كل التآمر والعفن
ولتخبراهم
باسمنا
نحن الجموع الجائعة
((إن ينتهوا
يغفر لهم لهم ما قد سلف))
أو يجمحوا....
فإذن
مضى عهد الأماني الخادعة
سنبيد هذي الشائعة
ستكون أحكام الثكالى رادعة
ستكون أحكام اليتامى واقعة
هذا القصاص...
حق يسطره الرّصاص
فتبيّنوا
إن المصائر دامية...
إن المصائر دامية...
إن المصائر دامية...
من قبلكم فرعون من تلك الجيف