شرح وتحليل قصيدة فتح الرُّها
__________________________________________________ _________________________
جو النص: كانت الرها قريبة من الموصل وكان أميرها داهية صليبي اسمه 'جوسلين' ففهم من تحركات عماد الدين زنكي أنه يخطط لفتح الرها فعمد إلى تقوية دفاعاتها والمبالغة في تحصينها وظل مقيماً في الرها لا يفارقها أبداً رغم أن زوجته وأولاده بفرنسا ولكنه صبر في فراقهم من أجل الدفاع عن الرها وهكذا يكون عزم الرجال وهمة القادة.
*كان عماد الدين زنكي يعرف قدر 'جوسلين' ودهائه وحنكته لذلك وضع خطة في غاية الذكاء فهو كما يقولون [لا يفل الحديد إلا الحديد] فلقد أظهر عماد الدين أنه مشغول بحرب القبائل الكردية التي تسيطر على قلاع كثيرة في منطقة ديار بكر 'جنوب تركيا الآن' وهى قبائل ذات نزعة استقلالية ولا تقبل الانضمام لصف عماد الدين زنكي لدواعي عصبية وقبلية، وبالفعل انطلت هذه الخدعة على 'جوسلين' الذي خفف من شدة التحصينات وتراخى في دفاعاته حتى أنه قد سافر لزيارة أهله في فرنسا، وكان عماد الدين زنكي قد بث العيون التي ترافع له الأخبار ليل نهار فلما علم مغادرة 'جوسلين' وتراخت الدفاعات، نادى في معسكر جيشه بالاستعداد للهجوم على الرها ، وفتحت المدينة في 6 جمادى سنة 539 هجرية وكان لفتحها رنة شديدة في العالمين الإسلامي والصليبي، فلقد كان أعظم انتصار حققه المسلمون على الصليبيين منذ دخولهم للشام منذ خمسين سنة، وأعاد ذاكرة الانتصارات لهم وسرت روح جهادية كبيرة عند المسلمين بعدها وعادت لهم الثقة وتغلبوا على الهزيمة النفسية تجاه الصليبيين والتي أقعدتهم عن السعي للتحرير عشرات السنين .
1-هو السّيفُ لا يُغنيك إلا جِلادُهُ وهل طوّقَ الأملاكَ إلا نِجادُه
* شرح البيت: يعظم الشاعر من شأن فتح مدينة الرُّها ويبين أهمية القوة في هذا الفتح العظيم، ويخاطب عماد الدين زنكي قائلا بأن السيوف تغنيك عما سواها، فأنت من الملوك القلائل الذين حملوا السيوف وانتصروا على الأعداء بالقوة.
2- وعن ثَغْر هذا النَّصْرِ فلتأخذ الظُّبا سناها، وإن فاتَ العيونَ اتقادُه
*التصوير الفني: ثغر هذا النصر: استعارة مكنية شبه النصر بصورة إنسان له فم فحذف المشبه به "الإنسان" وذكر شيئا من لوازمه"ثغر " على سبيل الاستعارة المكنية.
*شرح البيت: من كثرة السيوف اللامعة التي اشتركت في المعركة وحققت النصر، لم تستطيع العيون النظر إلى لمعانها لشدة حدتها ولأنها لم تر معركة قوية مثلها دلالة على عظمة هذا الفتح.
3- َسمتْ ُقبّةُ الإسلامِ فخْراً بطَوْلِهِ ولم يكُ يَسْمو الدينُ لولا عِمادُه
شرح البيت: ارتفع شأن الإسلام بهذا النصر المؤزر، وهذا النصر لم يك يتحقق لولا شجاعة وقوة عماد الدين زنكي.
4- لِيَهنِ بني الإيمانِ أمنٌ َترفَّعَتْ رواسيه عِزّاً واطمأنّ ِمهادُه
الصورة الفنية: ترفعت رواسيه: استعارة مكنية شبه رفعة وثبات الفتح بصورة "الجبال" فحذف المشبه به وذكر شيئا من لوازمه" رواسيه" على سبيل الاستعارة المكنية.
واطمأنّ ِمهادُه: استعارة مكنية شبه المهاد بصورة "الإنسان" فحذف المشبه به وذكر شيئا من لوازمه" اطمأن" على سبيل الاستعارة المكنية.
واطمأنّ ِمهادُه: مجاز مرسل علاقته "المحلية" ذكر المحل وأراد السكان.
شرح البيت: بهنيء الشاعر المسلمين بهذا النصر الثابت كالجبال الذي حقق لهم الأمان والأمن في الجبال والسهول.
5- وفتحٌ حديثٌ في السّماع، حديثُه شهيٌّ إلى يومِ الَمعاد مَعادُه
الصورة الفنية: حديثه شهي: استعارة مكنية: شبه الحديث عن النصر بصورة الطعام الشهي فحذف المشبه به" الطعام "
وذكر شيئا من لوازمه"شهي" على سبيل الاستعارة المكنية.
شرح البيت: يصف الشاعر فتح الرُّها بأنه فتح حديث على الأسماع، لكنه الكلام به محبب سيبقى على السنة الناس يتردد يوما بعد
يوم إلى يوم القيامة.
6- لقد كان في فتحِ الرُّهاءِ دلالةٌ على غيرِ ما عندَ العُلوج اعتقادُه
شرح البيت: كان لفتح الرُّها صدى ودلالة عظيمة ورنة فرح، فكان على غير ما توقع العلوج الصليبيين بأنهم لن يهزموا أبدا.
7- مدينةُ إفكٍ منذُ خمسين ِحجَّةً يَفُلُّ حديدَ الهندِ عنها حِدادُه
كانت مدينة الرُّها تابعة لدولة الكفر والإثم منذ خمسين سنة، وكانت مدينة منيعة قوية تُثلم سيوفها القوية السّيوف المهاجمة.
8- وجامِحةٌ عزَّ الملوكَ قيادُها إلى أنْ ثناها من يعزُّ قيادُه
الصورة الفنية:الاستعارة التصريحية:شبه مدينة الرها بصورة الفرس الجامحة فحذف المشبه"الرها" وذكر المشبه به "الفرس الجامحة" على
على سبيل الاستعارة التصريحية.
شرح البيت: وكانت مدينة قوية عصية كالفرس الجامحة لا يستطيع احد من الملوك فتحها والسيطرة عليها، إلا أن جاء الملك
عماد الدين زنكي فاستطاع إخضاعها والسيطرة عليها.
9- كأنَّ سنا لمعِ الأسِنَّةِ حولَه شرارٌ، ولكنْ في يديه زِنادُه
الصورة الفنية: شبه الضوء الصادر عن لمعان الرماح في ساحة المعركة ، بالضوء الصادر من الشرار المتطاير في الهواء
شرح البيت: لمعان السيوف في المعركة حول الملك عماد الدين زنكي كانت تتطاير كالشرار المنتشر في الهواء دلالة على شدة المعركة وقوتها
وكان هو الذي يقدح شرارة هذه السيوف بيديه.
10- فأضْرَمها نارْين: حرباً وُخدعةً فما راعَ إلا سورُها وانهدادُه
شرح البيت: استخدم عماد الدين زنكي طريقتين لفتح الرُّها: الحرب الضروس، والخدعة عندما أوهم الفرس أنه يريد الديار المجاورة لها، حتى
استطاع تدمير أسوارها المنيعة وتحقيق النصر.
11- فيا ظفراً عم البلاد صلاحُه بمن كانَ قد عمَّ البلادَ فسادُه
شرح البيت: يعبر الشاعر عن صدى فتح مدينة الرُّها على البلاد الإسلامية، فقد أصبحت مدينة عزٍّ وصلاح بعد أن كانت مدينة ذلٍّ وفساد
في عهد الصليبيين.
12- ولا منبرٌ إلا ترنَّحَ عودُهُ ولا مُصحفٌ إلا أنار ِمدادُه
الصورة الفنية: صور المنبر بصورة إنسان يتمايل فرحا فحذف المشبه به وأبقى شيئا من لوازمه " ترنح" على سبيل الاستعارة المكنية.
كما صور الحبر الذي كتبه به المصحف بصورة النور فحذف المشبه به"النور" وأبقى شيئا من لوازمه" أنار" على سبيل الاستعارة المكنية.
شرح البيت: يستخدم الشاعر التشخيص في هذا البيت ويصور منابر مدينة الرّها بإنسان يرقص تعبيرا عن فرحتها بزوال الاحتلال ، كما يعبر
عن الهداية فالمصاحف أصبحت مشعة منيرة بعد أن كانت مدنسة من الصليبيين.
13-إلى أينَ يا أسرى الضّلالة بعدَها لقد ضلَّ غاويكم وعزَّ رشادُه
يتساءل الشاعر متهكما محقرا الأعداء ، إلى أين سيذهب أسرى الضلالة، بعد أن ضلّ قائدهم الذي كان يبعدهم عن الهداية والرشاد.
14- وقُلْ لملوكِ الكفْر تُسِلمُ بعدَها ممالكَها إنّ البلادَ بلادُه
شرح البيت: يأمر الشاعر ملوك الكفر أن تخضع للملك عماد الدين زنكي بعد تلك المعركة القوية ، لان كل البلاد أصبحت تحت سيطرته ونفوذه
__________________________________________________ _________________________
جو النص: كانت الرها قريبة من الموصل وكان أميرها داهية صليبي اسمه 'جوسلين' ففهم من تحركات عماد الدين زنكي أنه يخطط لفتح الرها فعمد إلى تقوية دفاعاتها والمبالغة في تحصينها وظل مقيماً في الرها لا يفارقها أبداً رغم أن زوجته وأولاده بفرنسا ولكنه صبر في فراقهم من أجل الدفاع عن الرها وهكذا يكون عزم الرجال وهمة القادة.
*كان عماد الدين زنكي يعرف قدر 'جوسلين' ودهائه وحنكته لذلك وضع خطة في غاية الذكاء فهو كما يقولون [لا يفل الحديد إلا الحديد] فلقد أظهر عماد الدين أنه مشغول بحرب القبائل الكردية التي تسيطر على قلاع كثيرة في منطقة ديار بكر 'جنوب تركيا الآن' وهى قبائل ذات نزعة استقلالية ولا تقبل الانضمام لصف عماد الدين زنكي لدواعي عصبية وقبلية، وبالفعل انطلت هذه الخدعة على 'جوسلين' الذي خفف من شدة التحصينات وتراخى في دفاعاته حتى أنه قد سافر لزيارة أهله في فرنسا، وكان عماد الدين زنكي قد بث العيون التي ترافع له الأخبار ليل نهار فلما علم مغادرة 'جوسلين' وتراخت الدفاعات، نادى في معسكر جيشه بالاستعداد للهجوم على الرها ، وفتحت المدينة في 6 جمادى سنة 539 هجرية وكان لفتحها رنة شديدة في العالمين الإسلامي والصليبي، فلقد كان أعظم انتصار حققه المسلمون على الصليبيين منذ دخولهم للشام منذ خمسين سنة، وأعاد ذاكرة الانتصارات لهم وسرت روح جهادية كبيرة عند المسلمين بعدها وعادت لهم الثقة وتغلبوا على الهزيمة النفسية تجاه الصليبيين والتي أقعدتهم عن السعي للتحرير عشرات السنين .
1-هو السّيفُ لا يُغنيك إلا جِلادُهُ وهل طوّقَ الأملاكَ إلا نِجادُه
* شرح البيت: يعظم الشاعر من شأن فتح مدينة الرُّها ويبين أهمية القوة في هذا الفتح العظيم، ويخاطب عماد الدين زنكي قائلا بأن السيوف تغنيك عما سواها، فأنت من الملوك القلائل الذين حملوا السيوف وانتصروا على الأعداء بالقوة.
2- وعن ثَغْر هذا النَّصْرِ فلتأخذ الظُّبا سناها، وإن فاتَ العيونَ اتقادُه
*التصوير الفني: ثغر هذا النصر: استعارة مكنية شبه النصر بصورة إنسان له فم فحذف المشبه به "الإنسان" وذكر شيئا من لوازمه"ثغر " على سبيل الاستعارة المكنية.
*شرح البيت: من كثرة السيوف اللامعة التي اشتركت في المعركة وحققت النصر، لم تستطيع العيون النظر إلى لمعانها لشدة حدتها ولأنها لم تر معركة قوية مثلها دلالة على عظمة هذا الفتح.
3- َسمتْ ُقبّةُ الإسلامِ فخْراً بطَوْلِهِ ولم يكُ يَسْمو الدينُ لولا عِمادُه
شرح البيت: ارتفع شأن الإسلام بهذا النصر المؤزر، وهذا النصر لم يك يتحقق لولا شجاعة وقوة عماد الدين زنكي.
4- لِيَهنِ بني الإيمانِ أمنٌ َترفَّعَتْ رواسيه عِزّاً واطمأنّ ِمهادُه
الصورة الفنية: ترفعت رواسيه: استعارة مكنية شبه رفعة وثبات الفتح بصورة "الجبال" فحذف المشبه به وذكر شيئا من لوازمه" رواسيه" على سبيل الاستعارة المكنية.
واطمأنّ ِمهادُه: استعارة مكنية شبه المهاد بصورة "الإنسان" فحذف المشبه به وذكر شيئا من لوازمه" اطمأن" على سبيل الاستعارة المكنية.
واطمأنّ ِمهادُه: مجاز مرسل علاقته "المحلية" ذكر المحل وأراد السكان.
شرح البيت: بهنيء الشاعر المسلمين بهذا النصر الثابت كالجبال الذي حقق لهم الأمان والأمن في الجبال والسهول.
5- وفتحٌ حديثٌ في السّماع، حديثُه شهيٌّ إلى يومِ الَمعاد مَعادُه
الصورة الفنية: حديثه شهي: استعارة مكنية: شبه الحديث عن النصر بصورة الطعام الشهي فحذف المشبه به" الطعام "
وذكر شيئا من لوازمه"شهي" على سبيل الاستعارة المكنية.
شرح البيت: يصف الشاعر فتح الرُّها بأنه فتح حديث على الأسماع، لكنه الكلام به محبب سيبقى على السنة الناس يتردد يوما بعد
يوم إلى يوم القيامة.
6- لقد كان في فتحِ الرُّهاءِ دلالةٌ على غيرِ ما عندَ العُلوج اعتقادُه
شرح البيت: كان لفتح الرُّها صدى ودلالة عظيمة ورنة فرح، فكان على غير ما توقع العلوج الصليبيين بأنهم لن يهزموا أبدا.
7- مدينةُ إفكٍ منذُ خمسين ِحجَّةً يَفُلُّ حديدَ الهندِ عنها حِدادُه
كانت مدينة الرُّها تابعة لدولة الكفر والإثم منذ خمسين سنة، وكانت مدينة منيعة قوية تُثلم سيوفها القوية السّيوف المهاجمة.
8- وجامِحةٌ عزَّ الملوكَ قيادُها إلى أنْ ثناها من يعزُّ قيادُه
الصورة الفنية:الاستعارة التصريحية:شبه مدينة الرها بصورة الفرس الجامحة فحذف المشبه"الرها" وذكر المشبه به "الفرس الجامحة" على
على سبيل الاستعارة التصريحية.
شرح البيت: وكانت مدينة قوية عصية كالفرس الجامحة لا يستطيع احد من الملوك فتحها والسيطرة عليها، إلا أن جاء الملك
عماد الدين زنكي فاستطاع إخضاعها والسيطرة عليها.
9- كأنَّ سنا لمعِ الأسِنَّةِ حولَه شرارٌ، ولكنْ في يديه زِنادُه
الصورة الفنية: شبه الضوء الصادر عن لمعان الرماح في ساحة المعركة ، بالضوء الصادر من الشرار المتطاير في الهواء
شرح البيت: لمعان السيوف في المعركة حول الملك عماد الدين زنكي كانت تتطاير كالشرار المنتشر في الهواء دلالة على شدة المعركة وقوتها
وكان هو الذي يقدح شرارة هذه السيوف بيديه.
10- فأضْرَمها نارْين: حرباً وُخدعةً فما راعَ إلا سورُها وانهدادُه
شرح البيت: استخدم عماد الدين زنكي طريقتين لفتح الرُّها: الحرب الضروس، والخدعة عندما أوهم الفرس أنه يريد الديار المجاورة لها، حتى
استطاع تدمير أسوارها المنيعة وتحقيق النصر.
11- فيا ظفراً عم البلاد صلاحُه بمن كانَ قد عمَّ البلادَ فسادُه
شرح البيت: يعبر الشاعر عن صدى فتح مدينة الرُّها على البلاد الإسلامية، فقد أصبحت مدينة عزٍّ وصلاح بعد أن كانت مدينة ذلٍّ وفساد
في عهد الصليبيين.
12- ولا منبرٌ إلا ترنَّحَ عودُهُ ولا مُصحفٌ إلا أنار ِمدادُه
الصورة الفنية: صور المنبر بصورة إنسان يتمايل فرحا فحذف المشبه به وأبقى شيئا من لوازمه " ترنح" على سبيل الاستعارة المكنية.
كما صور الحبر الذي كتبه به المصحف بصورة النور فحذف المشبه به"النور" وأبقى شيئا من لوازمه" أنار" على سبيل الاستعارة المكنية.
شرح البيت: يستخدم الشاعر التشخيص في هذا البيت ويصور منابر مدينة الرّها بإنسان يرقص تعبيرا عن فرحتها بزوال الاحتلال ، كما يعبر
عن الهداية فالمصاحف أصبحت مشعة منيرة بعد أن كانت مدنسة من الصليبيين.
13-إلى أينَ يا أسرى الضّلالة بعدَها لقد ضلَّ غاويكم وعزَّ رشادُه
يتساءل الشاعر متهكما محقرا الأعداء ، إلى أين سيذهب أسرى الضلالة، بعد أن ضلّ قائدهم الذي كان يبعدهم عن الهداية والرشاد.
14- وقُلْ لملوكِ الكفْر تُسِلمُ بعدَها ممالكَها إنّ البلادَ بلادُه
شرح البيت: يأمر الشاعر ملوك الكفر أن تخضع للملك عماد الدين زنكي بعد تلك المعركة القوية ، لان كل البلاد أصبحت تحت سيطرته ونفوذه