بسم الله الرحمن الرحيم
شرح وتحليل قصيدة
من شعر النقائض /الفرزدق وجرير
جو النص :
حياة الفرزدق: هو همام بن غالب، كنيته أبو فراس ولقبه الفرزدق، ولقب به، لغلظة في وجهه. ولد الشاعر الفرزدق في بيت يكتنفه الشرف والسيادة من كل جانب، فأبوه غالب أحد أجواد العرب.. ولد بالبصرة، ونشا في باديتها.. كان الفرزدق متقلبا في مزاجه وعلاقاته الاجتماعية، فقد يمدح الرجل اليوم ليهجوه في يوم آخر،توفي الفرزدق بالبصرة سنة 114ه وقد شارف على التسعين.
ولقد برع الفرزدق براعة فائقة في الفخر، ذلك لأن شرف آبائه وأجداده قد مهد له سبيل القول بالفخر،
حياة جرير:- حياته: هو جرير بن عطية، ينتهي نسبة إلى قبيلة"تميم" نشأ في اليمامة ومات فيها ودفن.
كان من أسرة عادية متواضعة.. وقف في الحرب الهجائية وحده أمام ثمانين شاعرًا، فحقق عليهم النصر الكبير،ولم يثبت أمامه سوى الفرزدق والأخطل ، كان عفيفًا في غزله،متعففًا في حياته، معتدلا بعلاقاته وصداقاته ،كما كان أبيًا محافظًا على كرامته، لا ينام على ضيم، هجاء من الطراز الأول، يتتبع في هجائه مساوئ خصمه، وإذا لم يجد شيئًا يشفي غلته، اخترع قصصًا شائنة وألصقها بخصمه، ثم عيره بها..
اتصل بالخلفاء الأمويين، ومدحهم ونال جوائزهم،سلك في شعره الهجاء والمديح والوصف والغزل
عاش حوالي ثمانين سنة،اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ وفاة جرير، على أنه في الأغلب توفي سنة 733م/144ه وذلك بعد وفاة الفرزدق بنحو ستة أشهر، وبعد وفاة الأخطل بنحو ثلاث وعشرين سنة.
هذا وكان لجرير مقدرة عجيبة على الهجاء، فزاد في هجائه عن غيره طريقة اللاذع والإيلام.. فيتتبع حياة مهجويه وتاريخ قبيلتهم، ويعدد نقائصهم مختلفا، مكررا، محقرا، إلا أنه لم يستطع أن يجعل الفخر بآبائه موازيا لفخر الفرزدق.
معنى النقائض:-
*معناها اللغوي: المعارضة والهدم.
*النقائض الشعرية: "أن ينظم الشاعر قصيدة في الفخر أو الهجاء على وزن وقافية، فيردّ عليه شاعر آخر بقصيدة أخرى ينقض بها فخره وهجاءه بنفس الوزن والقافية".
جو النص:- دارت بين الفرزدق وجرير ، حرب هجائية دامت نحو خمسين سنة، وكان لتلك الحرب الشعرية صدى واسع في البلاد، وضج بها "المربد" سوق البصرة، وانقسم الناس قسمين، كل قسم يؤيد هذا الشاعر أو ذاك، وفي هذين النصين يتفاخر كل من الشاعرين بنسبه ومآثر أجداده، ويهجو الأخر مبينا عيوبه وعيوب قبيلته.
شرح الأبيات :- نص الفرزدق
*الفكرة الأولى:- الافتخار ينفسه وقبيلته
1- إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز و أطول
يفتخر الشاعر بقبيلته وعلو مكانتها، ويقول إن الله أعطى قومه عزًا وشرفًا، أكثر من جرير وقومه.
الصور الفنية: بيتا دعائمه أعز و أطول: كناية النسب الرفيع.
2- بيتا بناه لنا المليك و ما بنى حكم السماء فانه لا ينقل
هذا البيت الذي يتصف بالعز والشرف لا يمكن أن يزول ولا يستطيع احد أن يقلل من مكانته ،
لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي بناه، فهو يعبر من خلال ذلك عن أصالة الشرف وثباته عند قبيلته.
3- حلل الملوك لباسنا في أهلنا و السابغات إلى الوغى نتسربل
يفتخر الشاعر بمكانة رجال قبيلتهم العظيمة فهم لا يلبسون إلا لباس الملوك داخل القبيلة، وعندما ينطلقون إلى
الحرب للدفاع عن القبيلة يرتدون الدروع كالملابس دلالة على القوة والشجاعة.
الصور الفنية: - حلل الملوك لباسنا: كناية عما يتصف به رجال قبيلته من مكانة عظيمة.
*والسابغات إلى الوغى نتسربل: استعارة مكنية: شبه الدروع بصورة الملابس فحذف المشبه به " الملابس "
وذكر شيء من لوازمه " نتسربل " على سبيل الاستعارة المكنية.
*والسابغات إلى الوغى نتسربل: كناية عن القوة.
4- أحلامنا تزن الجبال رزانة و تخالنا جنا إذا ما نجهل
يفخر الشاعر برجاحة عقول قبيلته فيقول فعقولنا تساوي بوزنها وتفكيرها وزن الجبال، كما أنها توازنها ثباتًا ورسوخًا، على أننا في الحروب والدفاع عن كياننا نصبح كالجن محاربين أشداء قساة فيما إذا ما حملنا أحد على الغضب.
* الصور الفنية: أحلامنا تزن الجبال رزانة:-كناية عما يتحلون به من وقار ورجاحة عقل.
* و تخالنا جنا إذا ما نجهل:- صور غضب أبناء القبيلة وحميتهم على الأعداء بصورة الجن.
*الفكرة الثانية :- هجاء جرير وعشيرته
5- إن استراقك يا جرير قصائدي مثل ادعاك سوى أبيك تنفل
يتهم الفرزدق جرير بسرقة قصائده، ويشبهه بمن يدعي نسبا كريما غير نسبه لأبيه.
الصورة الفنية :- صور سرقة جرير شعره بادعائه نسبا غير نسبه لأبيه.
6 - ضربت عليك العنكبوت بنسجها و قضى عليك به الكتاب المنزل
يصف الفرزدق قوم جرير ونسبه بالضعف والوهن كبيت العنكبوت الضعيف وذلك هو قضاء الله كما
ورد في القران الكريم حيث يبدو الشاعر متأثر بقوله تعالى " مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ
الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"(العنكبوت:41)
الصورة الفنية :- صور ضعف بيت جرير ونسبه بصورة ضعف بيت العنكبوت.
7 - إن الزحام لغيركم فتحينوا ورد العشي إليه يخلو المنهل
كان الناس قديمًا يردون المياه للشرب ويتزاحمون على الموارد والقوي هو الذي يزاحم ويسقي الإبل والأغنام أما قوم جرير فهم ضعفاء لا مجد لهم ينتظرون قدوم المساء حتى يرجع الناس ويذهبون إلى موارد الماء دلالة على ضعفهم وبعدهم عن العزة والمجد .
الصورة الفنية :- صور ضعف قبيلة جرير وبعدهم عن العزة والمجد بصورة القوم الذي ينتظر حلول المساء ليذهب إلى مورد الماء خوفا وخشية ممن هم أقوى منه .
إن الزحام لغيركم فتحينوا:- كناية عن ضعف قوم جرير وبعدهم عن العز والرفعة.
شرح نص جرير:-
الفكرة الأولى:- الافتخار بقبيلته وعلو منزلتها.
1- إن الذي سمك السماء بنى لنا عزا علاك، فما له من َمنَقلِ
يرد جرير على الفرزدق متفاخرا حيث يقول إن الله بنى لهم عزًا ومجدا والعز على إطلاقه أفضل وارفع مكانة من الفرزدق وقومه وهذا العز ثابت لا يزول ولا ينتقل.
2- إني إلى جبَليْ تميمٍ َمعقِلي ومحلُّ بيتي في اليفاعِ الأولِ
يفتخر الشاعر بقبيلته تميم واصفاً إياها كالجبل الحصين والمعقل القوي ويفتخر أنّ بيته يقع
في مكان مرتفع من الأرض دلالة على سمو مكانة قبيلته وعلو شأنها بين القبائل .
ومحلُّ بيتي في اليفاعِ الأولِ:- كناية عن المكانة الرفيعة التي تحظى بها عشيرته.
3- أحلامُنا تزنُ الجبال رزانة ويفوقُ جاهلنا فعالَ الجهّل
يفتخر جرير بعقول أبناء عشيرته فأحلامهم واتزان عقولهم كالجبال الثابتة التي لا تتزحزح، فهم ذوو بأس شديد على أعدائهم يتصرفون في مواجهتهم تصرفات تفوق تصرفات الجهال.
الصورة الفنية:- صور اتزان عقول قبيلته بصورة الجبال الثابتة التي لا تتزحزح وصور تصرفاتهم بشدة
مع الأعداء بصورة تصرفات الجهال .
أحلامُنا تزنُ الجبال رزانة:- كناية عما يتمتع بها رجال قبيلة جرير من وقار.
الفكرة الثانية:- يتوعد جرير الفرزدق ويهجوه طاعنا في منزلته وعشيرته.
4- أعددْتُ للشعراءِ سُّماً ناقعاً فسقيت آخرهم بكأس الأوّلِ
يبدأ جرير هجاءه بتفاخره بمجده وتفوقه على الشعراء جميعا بقول الشعر والهجاء فشعره كالسم القاتل لكل الشعراء الذين ُتحدثهم أنفسهم بالتعرض له ولقبيلته سيقاسون من هجائي كما قاسى الأولون ، فهو لم يترك منهم أحدا.
الصورة الفنية: استعارة تصريحيه شبه جرير هجاءه بالسم القاتل فحذف المشبه " الهجاء" وصرح بالمشبه
به على سبيل الاستعارة التصريحية .
5- إني انصبَبْتُ من السّماء عليكم حتى اختطفتك يا فرزدقُ من علِ
يقول انه نزل على الشعراء من السماء مهاجما ،واختطف الفرزدق كالنسر الذي ينقض على فريسته الضعيفة من مكان مرتفع ويختطفها.
الصورة الفنية:- استعارة مكنية شبه جرير نفسه وهو ينال من منزلة الفرزدق في هجائه ، بصورة الطير الجارح الذي ينقض على فريسته فحذف المشبه به وأبقى شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية .
6- أخزى الذي سمك السّماء مجا شعا وبنى بناءَك في الحضيض الأسفل
يصف جرير الفرزدق وعشيرته " مجاشع بالخزي والعار ، ويقول أن الله سبحانه وتعالى بنى لهم بيتا
في مكانٍ منخفضٍ دلالة على ضعفه نسب الفرزدق وقلة شأن قبيلته وانحطاط مكانتها بين القبائل.
وبنى بناءَك في الحضيض الأسفل:- كناية عن ضعف نسب الفرزدق.
7- أزرى بحلمكُم الفِياشُ فَأَنْتُمُ مثلُ الفَراشِ غشين نار المصطلى
الحلم والمفاخرة الذي نسبه الفرزدق لقبيلته طيشا يودي بهم إلى الهلاك كالفراش التي يقودها حبها لضوء النار إلى هلاكها.
الصورة الفنية:- صور الحلم الذي نسبه الفرزدق لرجال عشيرته طيشا يودي بهم الى الهلاك بصورة الفراشة التي يقودها حبها لضوء النار إلى الموت.
معلمكم: ابوعجمية
شرح وتحليل قصيدة
من شعر النقائض /الفرزدق وجرير
جو النص :
حياة الفرزدق: هو همام بن غالب، كنيته أبو فراس ولقبه الفرزدق، ولقب به، لغلظة في وجهه. ولد الشاعر الفرزدق في بيت يكتنفه الشرف والسيادة من كل جانب، فأبوه غالب أحد أجواد العرب.. ولد بالبصرة، ونشا في باديتها.. كان الفرزدق متقلبا في مزاجه وعلاقاته الاجتماعية، فقد يمدح الرجل اليوم ليهجوه في يوم آخر،توفي الفرزدق بالبصرة سنة 114ه وقد شارف على التسعين.
ولقد برع الفرزدق براعة فائقة في الفخر، ذلك لأن شرف آبائه وأجداده قد مهد له سبيل القول بالفخر،
حياة جرير:- حياته: هو جرير بن عطية، ينتهي نسبة إلى قبيلة"تميم" نشأ في اليمامة ومات فيها ودفن.
كان من أسرة عادية متواضعة.. وقف في الحرب الهجائية وحده أمام ثمانين شاعرًا، فحقق عليهم النصر الكبير،ولم يثبت أمامه سوى الفرزدق والأخطل ، كان عفيفًا في غزله،متعففًا في حياته، معتدلا بعلاقاته وصداقاته ،كما كان أبيًا محافظًا على كرامته، لا ينام على ضيم، هجاء من الطراز الأول، يتتبع في هجائه مساوئ خصمه، وإذا لم يجد شيئًا يشفي غلته، اخترع قصصًا شائنة وألصقها بخصمه، ثم عيره بها..
اتصل بالخلفاء الأمويين، ومدحهم ونال جوائزهم،سلك في شعره الهجاء والمديح والوصف والغزل
عاش حوالي ثمانين سنة،اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ وفاة جرير، على أنه في الأغلب توفي سنة 733م/144ه وذلك بعد وفاة الفرزدق بنحو ستة أشهر، وبعد وفاة الأخطل بنحو ثلاث وعشرين سنة.
هذا وكان لجرير مقدرة عجيبة على الهجاء، فزاد في هجائه عن غيره طريقة اللاذع والإيلام.. فيتتبع حياة مهجويه وتاريخ قبيلتهم، ويعدد نقائصهم مختلفا، مكررا، محقرا، إلا أنه لم يستطع أن يجعل الفخر بآبائه موازيا لفخر الفرزدق.
معنى النقائض:-
*معناها اللغوي: المعارضة والهدم.
*النقائض الشعرية: "أن ينظم الشاعر قصيدة في الفخر أو الهجاء على وزن وقافية، فيردّ عليه شاعر آخر بقصيدة أخرى ينقض بها فخره وهجاءه بنفس الوزن والقافية".
جو النص:- دارت بين الفرزدق وجرير ، حرب هجائية دامت نحو خمسين سنة، وكان لتلك الحرب الشعرية صدى واسع في البلاد، وضج بها "المربد" سوق البصرة، وانقسم الناس قسمين، كل قسم يؤيد هذا الشاعر أو ذاك، وفي هذين النصين يتفاخر كل من الشاعرين بنسبه ومآثر أجداده، ويهجو الأخر مبينا عيوبه وعيوب قبيلته.
شرح الأبيات :- نص الفرزدق
*الفكرة الأولى:- الافتخار ينفسه وقبيلته
1- إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز و أطول
يفتخر الشاعر بقبيلته وعلو مكانتها، ويقول إن الله أعطى قومه عزًا وشرفًا، أكثر من جرير وقومه.
الصور الفنية: بيتا دعائمه أعز و أطول: كناية النسب الرفيع.
2- بيتا بناه لنا المليك و ما بنى حكم السماء فانه لا ينقل
هذا البيت الذي يتصف بالعز والشرف لا يمكن أن يزول ولا يستطيع احد أن يقلل من مكانته ،
لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي بناه، فهو يعبر من خلال ذلك عن أصالة الشرف وثباته عند قبيلته.
3- حلل الملوك لباسنا في أهلنا و السابغات إلى الوغى نتسربل
يفتخر الشاعر بمكانة رجال قبيلتهم العظيمة فهم لا يلبسون إلا لباس الملوك داخل القبيلة، وعندما ينطلقون إلى
الحرب للدفاع عن القبيلة يرتدون الدروع كالملابس دلالة على القوة والشجاعة.
الصور الفنية: - حلل الملوك لباسنا: كناية عما يتصف به رجال قبيلته من مكانة عظيمة.
*والسابغات إلى الوغى نتسربل: استعارة مكنية: شبه الدروع بصورة الملابس فحذف المشبه به " الملابس "
وذكر شيء من لوازمه " نتسربل " على سبيل الاستعارة المكنية.
*والسابغات إلى الوغى نتسربل: كناية عن القوة.
4- أحلامنا تزن الجبال رزانة و تخالنا جنا إذا ما نجهل
يفخر الشاعر برجاحة عقول قبيلته فيقول فعقولنا تساوي بوزنها وتفكيرها وزن الجبال، كما أنها توازنها ثباتًا ورسوخًا، على أننا في الحروب والدفاع عن كياننا نصبح كالجن محاربين أشداء قساة فيما إذا ما حملنا أحد على الغضب.
* الصور الفنية: أحلامنا تزن الجبال رزانة:-كناية عما يتحلون به من وقار ورجاحة عقل.
* و تخالنا جنا إذا ما نجهل:- صور غضب أبناء القبيلة وحميتهم على الأعداء بصورة الجن.
*الفكرة الثانية :- هجاء جرير وعشيرته
5- إن استراقك يا جرير قصائدي مثل ادعاك سوى أبيك تنفل
يتهم الفرزدق جرير بسرقة قصائده، ويشبهه بمن يدعي نسبا كريما غير نسبه لأبيه.
الصورة الفنية :- صور سرقة جرير شعره بادعائه نسبا غير نسبه لأبيه.
6 - ضربت عليك العنكبوت بنسجها و قضى عليك به الكتاب المنزل
يصف الفرزدق قوم جرير ونسبه بالضعف والوهن كبيت العنكبوت الضعيف وذلك هو قضاء الله كما
ورد في القران الكريم حيث يبدو الشاعر متأثر بقوله تعالى " مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ
الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"(العنكبوت:41)
الصورة الفنية :- صور ضعف بيت جرير ونسبه بصورة ضعف بيت العنكبوت.
7 - إن الزحام لغيركم فتحينوا ورد العشي إليه يخلو المنهل
كان الناس قديمًا يردون المياه للشرب ويتزاحمون على الموارد والقوي هو الذي يزاحم ويسقي الإبل والأغنام أما قوم جرير فهم ضعفاء لا مجد لهم ينتظرون قدوم المساء حتى يرجع الناس ويذهبون إلى موارد الماء دلالة على ضعفهم وبعدهم عن العزة والمجد .
الصورة الفنية :- صور ضعف قبيلة جرير وبعدهم عن العزة والمجد بصورة القوم الذي ينتظر حلول المساء ليذهب إلى مورد الماء خوفا وخشية ممن هم أقوى منه .
إن الزحام لغيركم فتحينوا:- كناية عن ضعف قوم جرير وبعدهم عن العز والرفعة.
شرح نص جرير:-
الفكرة الأولى:- الافتخار بقبيلته وعلو منزلتها.
1- إن الذي سمك السماء بنى لنا عزا علاك، فما له من َمنَقلِ
يرد جرير على الفرزدق متفاخرا حيث يقول إن الله بنى لهم عزًا ومجدا والعز على إطلاقه أفضل وارفع مكانة من الفرزدق وقومه وهذا العز ثابت لا يزول ولا ينتقل.
2- إني إلى جبَليْ تميمٍ َمعقِلي ومحلُّ بيتي في اليفاعِ الأولِ
يفتخر الشاعر بقبيلته تميم واصفاً إياها كالجبل الحصين والمعقل القوي ويفتخر أنّ بيته يقع
في مكان مرتفع من الأرض دلالة على سمو مكانة قبيلته وعلو شأنها بين القبائل .
ومحلُّ بيتي في اليفاعِ الأولِ:- كناية عن المكانة الرفيعة التي تحظى بها عشيرته.
3- أحلامُنا تزنُ الجبال رزانة ويفوقُ جاهلنا فعالَ الجهّل
يفتخر جرير بعقول أبناء عشيرته فأحلامهم واتزان عقولهم كالجبال الثابتة التي لا تتزحزح، فهم ذوو بأس شديد على أعدائهم يتصرفون في مواجهتهم تصرفات تفوق تصرفات الجهال.
الصورة الفنية:- صور اتزان عقول قبيلته بصورة الجبال الثابتة التي لا تتزحزح وصور تصرفاتهم بشدة
مع الأعداء بصورة تصرفات الجهال .
أحلامُنا تزنُ الجبال رزانة:- كناية عما يتمتع بها رجال قبيلة جرير من وقار.
الفكرة الثانية:- يتوعد جرير الفرزدق ويهجوه طاعنا في منزلته وعشيرته.
4- أعددْتُ للشعراءِ سُّماً ناقعاً فسقيت آخرهم بكأس الأوّلِ
يبدأ جرير هجاءه بتفاخره بمجده وتفوقه على الشعراء جميعا بقول الشعر والهجاء فشعره كالسم القاتل لكل الشعراء الذين ُتحدثهم أنفسهم بالتعرض له ولقبيلته سيقاسون من هجائي كما قاسى الأولون ، فهو لم يترك منهم أحدا.
الصورة الفنية: استعارة تصريحيه شبه جرير هجاءه بالسم القاتل فحذف المشبه " الهجاء" وصرح بالمشبه
به على سبيل الاستعارة التصريحية .
5- إني انصبَبْتُ من السّماء عليكم حتى اختطفتك يا فرزدقُ من علِ
يقول انه نزل على الشعراء من السماء مهاجما ،واختطف الفرزدق كالنسر الذي ينقض على فريسته الضعيفة من مكان مرتفع ويختطفها.
الصورة الفنية:- استعارة مكنية شبه جرير نفسه وهو ينال من منزلة الفرزدق في هجائه ، بصورة الطير الجارح الذي ينقض على فريسته فحذف المشبه به وأبقى شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية .
6- أخزى الذي سمك السّماء مجا شعا وبنى بناءَك في الحضيض الأسفل
يصف جرير الفرزدق وعشيرته " مجاشع بالخزي والعار ، ويقول أن الله سبحانه وتعالى بنى لهم بيتا
في مكانٍ منخفضٍ دلالة على ضعفه نسب الفرزدق وقلة شأن قبيلته وانحطاط مكانتها بين القبائل.
وبنى بناءَك في الحضيض الأسفل:- كناية عن ضعف نسب الفرزدق.
7- أزرى بحلمكُم الفِياشُ فَأَنْتُمُ مثلُ الفَراشِ غشين نار المصطلى
الحلم والمفاخرة الذي نسبه الفرزدق لقبيلته طيشا يودي بهم إلى الهلاك كالفراش التي يقودها حبها لضوء النار إلى هلاكها.
الصورة الفنية:- صور الحلم الذي نسبه الفرزدق لرجال عشيرته طيشا يودي بهم الى الهلاك بصورة الفراشة التي يقودها حبها لضوء النار إلى الموت.
معلمكم: ابوعجمية