عبد الناصر رابي
::كاتب مميز::
الإشاعة
عبد الناصر رابي
موضوع طرحته للنقاش على شبكة فلسطين للحوار(محور صيفك على كيفك) وكانت فيه مداخلات قيمة وألان اعمل على إعادة ترتيبه ليكون أسهل للقارئ لعل الفائدة تعم إن شاء الله
الإشاعة: هي معلومة كاذبة أو منقوصة أو مصاغة بشكل يوحي بأفكار خاطئة للمتلقي.
نشر الإشاعة :يعني ترديدها كما هي أو تضخيمها بإضافة كذبات أخرى لها
ولأهمية الموضوع سأجعله عبارة عن إجابة عن مجموعة من الأسئلة وهي:
1- ما هي أنواع الإشاعة؟
2- ما هي أهداف الإشاعة؟
3- ما هي أسباب نشر الإشاعة والعوامل التي تساعد على ذلك ؟
4- ما هي أساليب التعامل مع الإشاعة؟
أولا: ما هي أنواع الإشاعة؟
1- الإشاعة الأمنية والتي تهدف إلى تحقيق مصلحة أمنية مثل اتهام إنسان بالعمالة أو الدفاع عنه آو الحديث عن امتلاك أسلحة تصغيرا أو تضخيما أو من اجل الاستدراج وغير ذلك
2- الإشاعة الاقتصادية وهدفها اقتصادي مثل ضرب أسهم شركة أو رفع سعر سلعة .
3- الإشاعة الأخلاقية مثل الاتهام بالزنا أو إقامة العلاقات الغرامية
4- الإشاعة الاجتماعية والتي تهدف إلى افتعال المشاكل أو تأجيجها.
6- الإشاعة السياسية مثل تسريب أخبار عن اجتماعات أو مشاكل أو تحالفات أو أفكار لملاحظة ردة الأفعال أو من اجل التشكيك بأشخاص أو حركات أو دول أو من اجل تبرير فعل.
7- الإشاعة في أمور الدين..واللعب في عواطف الناس كنشر البدع أو الأحاديث الموضوعة أو الفتاوى الخاطئة.
ثانيا: ما هي أهداف الإشاعة؟
أ- أهداف الاحتلال في بث الإشاعات الأمنية:
1- إيهام المجتمع أنَّ أكثره عملاء وساقطون؛ وذلك من أجل تحييد المنخدعين بهذه الأكذوبة ونزع ثقتهم بالمجتمع .فيضعونهم في دائرة رعب دائم, تحول بينهم وبين مقاومة الاحتلال؛ مما يسهل على اليهود إحكام السيطرة على المجتمع و الأرض .واعلم أخي أن الحقيقة هي عكس ما يقوله اليهود والجهلة .والمجاهد لا يضيره انفراده في الجهاد؛ لأن مبتغاة الجنة .
2- إن انتشار فكرة عموم الفساد في المجتمع, تشجع كثيرا من مرضى النفوس على الارتماء في نار المخابرات الصهيونية وجحيمهم, معتقدين أن كثيرا من الناس على هذه الحال, أو أنهم سيصبحون،وإن الاستفادة تكون للسابقين. ولكنني أقول: إن كفر الكافرين ليس مبررا لكفر المسلمين, والخير في أمتنا إلى يوم القيامة
3- ربما يتم بث الإشاعة من أجل تحييد شخص نشط, والقضاء على ذلك النشاط المؤرق لليهود؛ وذلك من خلال بث الإشاعات حول ذلك الشخص أو أحد أفراد عائلته،وقد يُصِّدق الجهلة تلك الإشاعات ويُروِّجها المفسدون, فتنتزع ثقة الناس بهذا الشخص, فيغدو عاجزا عن أداء واجبه المثمر ضد اليهود, وهناك عدة أمثلة لا أبغي سردها في هذا المقام .
4- في بعض الأحيان يكون هدف الإشاعة التغطية على عميل معين؛ وذلك من خلال بث اليهود وأعوانهم قصة مختلقة تظهر أن شخصا شريفا قام بتسليم مجموعة ما فيعملون بذلك على حماية عينهم السرية وتشويه غيره ،ويكثر استخدام هذا الأُسلوب داخل السجون متخذا أشكالا مختلفة .
5- من أسباب بث الإشاعة الضغط على شخص معين؛ لحمله على الاعتراف بما لديه من معلومات في التحقيق؛ من أجل إثبات براءته أمام الناس.
ب- الإشاعات غير الأمنية وتهدف إلى:
1- تفريغ أحقاد شخصية لمنع زواج أو إبعاد عن عمل أو لغيرة من تحقيق نجاح.
2- لتحقيق مكاسب مادية لترويج سلعة أو مقابل راتب .
3- لتشويه أشخاص أو جماعات أو مؤسسات.
4- هناك من يتسلى في نشر الإشاعات والثرثرة .
5- هناك من يطلق الإشاعات على سبيل المزاح.
ثالثا- ما هي أسباب نشر الإشاعة والعوامل التي تساعد على ذلك؟
1- الأحقاد الشخصية الدافعة إلى بث الإشاعات حول من نكره.
2- الجهل في أساليب التوثق من الأخبار والجهل بأخطار بث الإشاعة.
3- الاعتياد على الثرثرة.
4- أوقات الفراغ وعدم وجود مواضيع مهمة يتحدث فيها الشخص.
5- رفقاء السوء وجلسات السوء.
6- من اجل تحقيق مصالح شخصية أو حزبية أو مقابل ثمن مادي من المشغلين الذين يريدون بث الإشاعة.
7- الاستعجال في ترديد الأخبار دون التفكير بصحتها وعواقبها.
8- الارتباط الأمني من أجهزة المخابرات .
رابعا- ما هي أساليب التعامل مع الإشاعة؟
1- التأكد من صدق المتكلم, قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) الحجرات 6, فليس كل متكلم صادق؛ لذلك فإن تقييم الخبر يختلف باختلاف مصادره، بين الجاهل و المتعلم ، والمشاهد و الناقل، و السامع ومن تم إخباره . والفاسق والتقي وصاحب العلاقة الطيبة مع المستهدف بالإشاعة وبين العدو المتربص.
2- لا بد من رد الأمر إلى أولي الأمر وعدم نشره؛ لان أولي الأمر المتابعين لهذه المسائل يكونون على دراية أكبر بسبل تمحيص صدق المصدر و دقة المعلومة ،وإيجابيات وسلبيات نشرها ،وطرق التعامل معها, وآثارها القريبة والبعيدة, قال تعالى(ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ))النساء 83. صدق الله العظيم.( هذا بحد ذاته بحث واسع جدا ودقيق ومركب, قد افصل فيه في موقع آخر)
3- إن هناك أهمية كبرى لمن تتمحور حوله المعلومة, وهل هو فاسد أو جيد؟ وكيف سلوكه وورعه؟ وهل يمكن أن يقوم بما ينسب إليه أم لا؟ ويحسن هنا ذكر قصة "أبو أيوب الأنصاري" حول حادثة الإفك، فعندما عاد إلى بيته قال لزوجته: (( ألا ترين ما يقال عن عائشة ؟فقالت :لو كنت بدل صفوان أكنت تظن بحرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم سوءا ؟فقال لا ،فقالت: ولو كنت أنا بدل عائشة ما خنت رسول الله وعائشة أفضل مني وصفوان أفضل منك )) .قال تعالى: (( ولولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون و المؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ))النور12 صدق الله العظيم
4- نشر الوعي والثقافة المتعلقة بالإشاعة وسبل التعامل معها وحكم الشرع في ناقل الإشاعة ومنتجها وبيان حرمة ذلك وخطره على الفرد والمجتمع والدين من اجل إيجاد الوازع الذاتي الذي يحول دون ترديد الإشاعات.
ومما قرأته مؤخرا حول سبل العامل مع الإشاعة وأحببت نقله:
1- تعاون الجمهور في الإبلاغ عن الإشاعات والذين يروجونها.
2- تكاتف وسائل الإعلام من أجل عرض الحقائق في وقتها،ونشر الثقة وتنمية الوعي العام بين الجماهير.
3- التوعية والإرشاد لتثبيت الإيمان والثقة، المتبادلة بين القمة والقاعدة .
4- تولي الأمر في مواجهة هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة(الإشاعة) إلى أهل العلم والمعرفة والخبرة والخلق والدين.
5- ضرورة تفنيد الإشاعة بالحجج والبراهين والأدلة والحقائق الثابتة،من خلال قيام المسئولين بتكذيبها والبحث عن مصدرها(منبعها الأولي) والقضاء عليها من جذورها،وكشف مروجيها وأغراضهم الخبيثة.
6- يتعين على أفراد المجتمع الابتعاد قدر الإمكان عن الإشاعات،وعدم الهروب من الواقع الذي يعيشه الإنسان مهما كان قاسيا ومرا،مع ضرورة العمل المستمر والثقة بالنفس والإيمان بالله والكفاح والصمود،وعدم اليأس وسيادة المودة والمحبة بين أفراد المجتمع.
7- العمل على تفحص الإشاعات ودراستها ومن ثم وضع خطة مضادة لها تكون قادرة على احتوائها،وهذا يقع على عاتق الخبراء والعلماء المتخصصين في مجالات علم النفس والاجتماع والإعلام والتربية،إضافة إلى خبراء في المجالات الأمنية والإستراتيجية والعسكرية،بحيث يكون من مهام هذا الجهاز دراسة الإشاعات وأبعادها وتأثيراتها على المجتمع،كذلك وضع خطط وبرامج مضادة مثل شن العمليات النفسية ضد"الخصم" وكسر شوكته.
8- تخصيص مكتب للاستعلامات، لمقاومة الإشاعة،ويمكن الاتصال به على عدة أرقام هاتفية،بحيث يجيب المختصون على أي استفسار حول الإشاعات التي يتم ترويجها،وبذلك يتم القضاء عللا الإشاعة في مهدها قبل نشرها على الرأي العام.
سائلا المولى تجنيب امتنا الفتن ما ظهر منا وما بطن
15\8\2011