أهمية الدراسة للطالب
تأخذ الدراسة على الطالب حيزاً كبيراً من وقته , فهو يقضي في اليوم مايقارب من ست ساعات داخل المدرسة , وهي تمثل ربع ساعات اليوم , وإذا حذفت من اليوم ساعات للنوم وبعض ساعات الراحة والطعام لاتجد بعد ذلك إلا وقتا يسيرا .
كما تأخد الدراسة عليه وقتاً طويلاً من عمره ; فهو يحتاج على أقل الأحوال إلى ستة عشر
عاماً إذا أنهى المرحلة الجامعية , وهذه الدراسة تأتي في وقت مهم من عمره , وقت زهرة وحيوية الشاب ووقت بناء شخصيته .
كما أن الدراسة تحدد توجه الشخص وتخصصه وميدان عمله في المستقبل .
وهذا كله يحتم على الطالب أن يعتني بها ويستفيد منها .
الطالب والمعلم :
ثمة قضايا مهمة لابد أن يعتني بها الطالب في التعامل مع أستاذه فالأستاذ يشكل عنصراً أساسياً يتعامل معه الطالب في المدرسة , ومن هنا كان لابد من ضوابط تحكم علاقة الطالب بأستاذه , وقد اعتنى السلف بذلك كثيراً في كتبهم , بل إن بعضهم أفرد هذا الباب بتصنيف خاص , وهو ما يعرف بآداب العالم والمتعلم , وعندما يتحدثون عن آداب المتعلم فإنهم يفردون جزءاً خاصاً بآداب المتعلم مع شيخه ومع أستاذه .
والمأمول من شبابنا وطلابنا أن يعنوا بهذا الأمر فيقرؤا ماسطره السلف حول ما ينبغي أن يتآدب به الطالب مع أستاذه , وأن يحرصوا قدر الإمكان على التخاف بتلك الآداب والتأدب بها .
وحين نقارن بين ما سطره في ذلك , ولعل من أفضلها كتاب الحافظ بن جماعة وهو بعنوان ( تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم ) .
ولئن كان لدى الأستاذ تقصير في التزامه وتدينه , أو في علمه وتخصصه , فهذا لايسقط حقه من التوقير والتقدير .
إننا نجد اليوم عدداً من يتولون التدريس قد ابتلي بمخالفات ظاهرة ولاشك أن الاستاذ أولى الناس بأن يكون قدوة صالحة للطلاب سواء بالتزامه بالاحكا م الشرعية أمام طلابه أو في تعامله معهم فهو يدعوهم إلى حسن الخلق بمقاله فلابد أن يدعوهم بفعله وحاله .
لكن هذا الاستاذ الذي يرتكب بعض المخالفات لاينظر إليك أنك شاب ملتزم مستقيم وهو عاص ضال ولا أنك انت أولى منه إنما ينظر اليك أنك طالب لازلت طالباً صغير السن ومهما كان عندك من الاستقامة والعلم والخير فأنت مازلت دونه .
وهو يفترض أنك مادمت مستقيما فلا بد أن تكون حسن الخلق وأن يرى منك معاملة الاستاذ بما يليق به .
التعامل مع الأستاذ إذا خطأ :
الأستاذ بشر ليس معصوماً عن الخطأ , فقد يقع في خطأ ; فيستدل بقول مرجوح وقد يتحدث في موضوع معين لدى الطالب فيه معلومات ليست لدى الأستاذ ; فحين يدرك الطالب خطأ أستاذه فهذا لايعني أنه أعلم منه ولا أكثر إحاطة ; فإن الهدهد قال لسليمان كما جاء في قوله تعالى ( أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين ) فهل يعني هذا أن الهدهد أعلم من سليمان ?
إن بعض الطلبة يفرح بمثل هذه القضية ويقفز مباشرة في وجه أستاذه ليقول له : إن هذا الكلام فيه كذا وكذا , أو سمعت كذاوكذا , وهذا فيه شهوة خفية وحب للظهور أمام الناس , قد لايشعر به صاحبه , فيجب أن تسلك الحكمة في ذلك بتصحيح مثل هذا الخطأ بأسلوب مناسب , فمما يصعب على الأستاذ أن يعترف بالخطأ أمام الطلاب .
والطالب الحكيم يمكن أن يحدث أستاذه خارج الفصل , فيقول أني سمعت كذاوكذا وقرأت كذا وكذا , فكيف أوفق بين هذا وبين ماسمعته منك في الدرس ? وقد يأتي بالكتاب ويعطيه الأستاذ ويقول أنا قرأت في هذا الكتاب كذا وكذا , وأنت قلت غير هذا الكلام فكيف أوفق بين كلامك وكلام الكتاب ? بل إنه في حالات كثيرة يفهم الطالب ما قرأه أو سمعه من أستاذه فهماً خاطئاً ; فيخطئ أستاذه بناء على هذا الفهم . وقد يقع الأستاذ في مخالفة شرعية فالإنكار عليه ليس كمثل عامة الناس , بل يجب أن تسلك الأسلوب الذي ترى أنه فعلا يؤدي المصلحة التي تريد أن تصل إليها وتسعى إلى تحقيقها .
أخيراً : كيف نستفيد من معلمينا?
قلما تجد مدرسة إلا وفيها عدد من الأساتذة المتميزين علمياً - بالنظر إلى مستوى الطلاب على الأقل - ومن هنا أنا أوصي الشاب أن يحرص على أن يستثمر هذه الفرصة ; فوجوده مع الأستاذ محدود , وتدريس هذا الأستاذ له مدة محدودة , فليحرص على أن يستفيد منه قدر الأمكان ولو حتى خارج الفصل , بل يجدر به أن يقوي صلته مع هذا الاستاذ ويحرص على الاستفادة منه سؤالاً واستشارة ,ومناقشة .
تأخذ الدراسة على الطالب حيزاً كبيراً من وقته , فهو يقضي في اليوم مايقارب من ست ساعات داخل المدرسة , وهي تمثل ربع ساعات اليوم , وإذا حذفت من اليوم ساعات للنوم وبعض ساعات الراحة والطعام لاتجد بعد ذلك إلا وقتا يسيرا .
كما تأخد الدراسة عليه وقتاً طويلاً من عمره ; فهو يحتاج على أقل الأحوال إلى ستة عشر
عاماً إذا أنهى المرحلة الجامعية , وهذه الدراسة تأتي في وقت مهم من عمره , وقت زهرة وحيوية الشاب ووقت بناء شخصيته .
كما أن الدراسة تحدد توجه الشخص وتخصصه وميدان عمله في المستقبل .
وهذا كله يحتم على الطالب أن يعتني بها ويستفيد منها .
الطالب والمعلم :
ثمة قضايا مهمة لابد أن يعتني بها الطالب في التعامل مع أستاذه فالأستاذ يشكل عنصراً أساسياً يتعامل معه الطالب في المدرسة , ومن هنا كان لابد من ضوابط تحكم علاقة الطالب بأستاذه , وقد اعتنى السلف بذلك كثيراً في كتبهم , بل إن بعضهم أفرد هذا الباب بتصنيف خاص , وهو ما يعرف بآداب العالم والمتعلم , وعندما يتحدثون عن آداب المتعلم فإنهم يفردون جزءاً خاصاً بآداب المتعلم مع شيخه ومع أستاذه .
والمأمول من شبابنا وطلابنا أن يعنوا بهذا الأمر فيقرؤا ماسطره السلف حول ما ينبغي أن يتآدب به الطالب مع أستاذه , وأن يحرصوا قدر الإمكان على التخاف بتلك الآداب والتأدب بها .
وحين نقارن بين ما سطره في ذلك , ولعل من أفضلها كتاب الحافظ بن جماعة وهو بعنوان ( تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم ) .
ولئن كان لدى الأستاذ تقصير في التزامه وتدينه , أو في علمه وتخصصه , فهذا لايسقط حقه من التوقير والتقدير .
إننا نجد اليوم عدداً من يتولون التدريس قد ابتلي بمخالفات ظاهرة ولاشك أن الاستاذ أولى الناس بأن يكون قدوة صالحة للطلاب سواء بالتزامه بالاحكا م الشرعية أمام طلابه أو في تعامله معهم فهو يدعوهم إلى حسن الخلق بمقاله فلابد أن يدعوهم بفعله وحاله .
لكن هذا الاستاذ الذي يرتكب بعض المخالفات لاينظر إليك أنك شاب ملتزم مستقيم وهو عاص ضال ولا أنك انت أولى منه إنما ينظر اليك أنك طالب لازلت طالباً صغير السن ومهما كان عندك من الاستقامة والعلم والخير فأنت مازلت دونه .
وهو يفترض أنك مادمت مستقيما فلا بد أن تكون حسن الخلق وأن يرى منك معاملة الاستاذ بما يليق به .
التعامل مع الأستاذ إذا خطأ :
الأستاذ بشر ليس معصوماً عن الخطأ , فقد يقع في خطأ ; فيستدل بقول مرجوح وقد يتحدث في موضوع معين لدى الطالب فيه معلومات ليست لدى الأستاذ ; فحين يدرك الطالب خطأ أستاذه فهذا لايعني أنه أعلم منه ولا أكثر إحاطة ; فإن الهدهد قال لسليمان كما جاء في قوله تعالى ( أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين ) فهل يعني هذا أن الهدهد أعلم من سليمان ?
إن بعض الطلبة يفرح بمثل هذه القضية ويقفز مباشرة في وجه أستاذه ليقول له : إن هذا الكلام فيه كذا وكذا , أو سمعت كذاوكذا , وهذا فيه شهوة خفية وحب للظهور أمام الناس , قد لايشعر به صاحبه , فيجب أن تسلك الحكمة في ذلك بتصحيح مثل هذا الخطأ بأسلوب مناسب , فمما يصعب على الأستاذ أن يعترف بالخطأ أمام الطلاب .
والطالب الحكيم يمكن أن يحدث أستاذه خارج الفصل , فيقول أني سمعت كذاوكذا وقرأت كذا وكذا , فكيف أوفق بين هذا وبين ماسمعته منك في الدرس ? وقد يأتي بالكتاب ويعطيه الأستاذ ويقول أنا قرأت في هذا الكتاب كذا وكذا , وأنت قلت غير هذا الكلام فكيف أوفق بين كلامك وكلام الكتاب ? بل إنه في حالات كثيرة يفهم الطالب ما قرأه أو سمعه من أستاذه فهماً خاطئاً ; فيخطئ أستاذه بناء على هذا الفهم . وقد يقع الأستاذ في مخالفة شرعية فالإنكار عليه ليس كمثل عامة الناس , بل يجب أن تسلك الأسلوب الذي ترى أنه فعلا يؤدي المصلحة التي تريد أن تصل إليها وتسعى إلى تحقيقها .
أخيراً : كيف نستفيد من معلمينا?
قلما تجد مدرسة إلا وفيها عدد من الأساتذة المتميزين علمياً - بالنظر إلى مستوى الطلاب على الأقل - ومن هنا أنا أوصي الشاب أن يحرص على أن يستثمر هذه الفرصة ; فوجوده مع الأستاذ محدود , وتدريس هذا الأستاذ له مدة محدودة , فليحرص على أن يستفيد منه قدر الأمكان ولو حتى خارج الفصل , بل يجدر به أن يقوي صلته مع هذا الاستاذ ويحرص على الاستفادة منه سؤالاً واستشارة ,ومناقشة .